المهدد بالقتل (سلمان الفرج) و 645
يوماً من المطاردة الأمنية
تقرير: الجمعية الأوروبية السعودية
لحقوق الإنسان
08/10/2013
سلمان مع أبنه محمد ذي الثلاث سنوات المحروم من حقوقه الأساسية |
سلمان علي الفرج، سعودي الجنسية، ولد في 23/11/1979 (33 سنة و 10 أشهر)، يقيم
مع عائلته في مدينة العوامية، التابعة لمحافظة القطيف التي ولد فيها.
أكمل سلمان دراسته النظامية حتى المرحلة المتوسطة، ثم أتجه للعمل في القطاع
الخاص، سلمان متزوج ولديه عبدالله (7سنوات) ومحمد (3 سنوات).
وجد سلمان نفسه مدرجا على قائمة الثلاثة والعشرين على خلفية الأحداث التي
بدأت في 17/02/2011 في محافظة القطيف وباقي مدن السعودية. فقد أصدرت وزارة
الداخلية السعودية في تاريخ 02/01/2012 قائمة الـ 23 مطلوباً [1]، التي
تفاجأ بها المجتمع السعودي، وكذلك سلمان وعائلته. ووجد في اليوم التالي من الإعلان
عن القائمة صورته تتصدر الصفحات الأولى للجرائد الرسمية، التي نشرت الخبر بكثافة، متضمنا بحسب بيان وزارة الداخلية
السعودية مجموعة من التهم: (وقد تمثلت أعمالهم المشينة في
التجمعات الغوغائية، وعرقلة حركة المرور داخل الأحياء، وإتلاف الممتلكات العامة
والخاصة، وحيازة أسلحة نارية بصفة غير مشروعة، وإطلاق النار العشوائي على المواطنين
ورجال الأمن، والتستر بالأبرياء من المواطنين ومحاولة جرهم إلى مواجهات عبثية مع
القوات الأمنية تنفيذاً لأجندات خارجية) [2] ، والتي
نسبت له قبل أي تحقيق، في مخالفة لجملة من الأنظمة المحلية والدولية.
صورة للخبر في أحد الصحف المحلية الرسمية |
ويعتبر ما قام
به سلمان من تحرك سلمي للمطالبة بالحقوق مكفول في القانون الدولي، حيث ينص الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان في مادته العشرين على: (لكل شخص الحق في حرية الاشتراك
في الجمعيات والجماعات السلمية)، وكما نصت الفقرة 6 من المادة 24 من
الميثاق العربي لحقوق الإنسان: (حرية الاجتماع وحرية التجمع بصورة سلمية).
وهذين النصين كفيلين بإعطاء شرعية لما قام به سلمان من حراك سلمي، إذا إن انضمام
السعودية إلى اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات في 14/04/2003 التي تنص المادة 11
منها:(يمكن التعبير عن رضا الدولة الالتزام بالمعاهدة بتوقيعها، أو بتبادل
وثائق إنشائها، أو بالتصديق عليها، أو بالموافقة عليها، أو بقبولها، أو بالانضمام
إليها، أو بأيـة وسيلة أخرى متفق عليها)، ما يعني التزمها بالفقرة الواردة
أعلاه في الميثاق العربي لحقوق الإنسان، والواردة في الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان.
ولكن على الرغم من ذلك، وجد سلمان نفسه مطلوباً للاعتقال، دون أن يقتنع بتفسير
قانوني لسبب إدراجه، يقول تعليقاً على ذلك: (لا يوجد أي أسباب لوضع قائمة بأسمائنا
ولكن بسبب تخبط الدولة وتورطها بدماء الأبرياء وضعت قائمة لتلصق جميع أفعالها ألا
أمنية بالمطلوبين).
يضيف سلمان قائلاً: (إصدار القائمة كان ظلماً وجوراً ومفاجئاً لنا وغير
متوقع. فما الجرم الذي ارتكبتاه لتوضع بأسمائنا قائمة؟).
ويعاني أفراد قائمة الثلاثة وعشرين من فقدان الشعور بالأمن بسبب الملاحقات
المستمرة. فقد تم في 27/02/2012 مداهمة منازل أثنين من أفراد القائمة: فاضل حسن
الصفواني و مرسي علي آل ربح [3]،
والأخير أستشهد برصاص السلطات السعودية في وقت لاحق [4].
أما في 29/07/2013 فقد تمت مداهمة منزل الناشط عباس علي المزرع [5] ،
وهو أحد أفراد قائمة الثلاثة والعشرين، كما تم أيضاً في نفس المداهمة اعتقال ستة
أشخاص، أربعة من إخوته إضافة إلى أثنين آخرين، وتم اقتياد النساء لمركز شرطة
العوامية إلى أن أخلي سبيلهم في نفس الوقت.
وبعد هذه المداهمة تم في 05/09/2013 مداهمة منزل محمد عيسى آل لباد [6]،
الذي هو أيضاً أحد أفراد القائمة، ما يؤكد الخطر الذي يتهدد سلمان.
وفي تطور في استهداف سلمان، أقدمت السلطات السعودية في 25/09/2013 على انتهاك
مقلق بحق والده، حيث تم استدعائه وممارسة الضغوط والتهديد بحقه إن لم يقم بتسليم ابنه
[7] ،
وذلك بحسب ما ورد في الموقع الإخباري (العوامية على الشبكة).
سلمان كغيره من الشباب المطلوبين في القائمة، وقعت عليه أضرارا اقتصادية
واجتماعية كثيرة، فلم يعد قادراً على ممارسة عمله أو البحث عن عمل آخر، حيث يتوجب
عليه التواري عن الأنظار والاختفاء لكي يحمي نفسه من القتل أو التعذيب.
الطفل الصغير محمد سلمان:
الطفل محمد سلمان الفرج، ضحية لإنتهاكات حقوق الطفل |
أتسعت العقوبة على سلمان بسبب نشاطه السلمي، إذ شملت أبنه محمد ذو الثلاث
سنوات، حيث ترفض الحكومة تسجيله في نظام الأحوال المدنية، رغم عدة محاولات
لتسجيله، ولذلك يُحرم محمد من العلاج في المستفيات الحكومية، ولايمكنه الإستفادة
من أية معاملات حكومية أخرى تشترط تسجيله (روابط تناولت الخبر [8] ) .
ويعد هذا
مخالفة صريحة لإلتزام المملكة العربية السعودية بإتفاقية (حقوق الطفل) التي صادقت
عليها في 11/11/1995، حيث وردت في الإتفاقية مواد متعددة تؤكد أن ماتقوم به
السلطات تجاه الطفل محمد يصنف في خانة الإنتهاكات للحقوق الأساسية للطفل، ومن ذلك:
المادة 2، الفقرة 1: (تحترم الدول الأطراف الحقوق الموضحة في هذه الاتفاقية
وتضمنها لكل طفل يخضع لولايتها دون أي نوع من أنواع التمييز، بغض النظر عن عنصر الطفل
أو والديه أو الوصي القانوني عليه أو لونهم أو جنسهم أو لغتهم أو دينهم أو رأيهم السياسي
أو غيره أو أصلهم القومي أو الإثني أو الاجتماعي، أو ثروتهم، أو عجزهم، أو مولدهم،
أو أي وضع آخر)، والفقرة 2: (تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة لتكفل للطفل الحماية
من جميع أشكال التمييز أو العقاب القائمة على أساس مركز والدي الطفل أو الأوصياء القانونيين
عليه أو أعضاء الأسرة، أو أنشطتهم أو آرائهم المعبر عنها أو معتقداتهم).
المادة 3، الفقرة 2: (تكفل الدول الأطراف أن تتقيد المؤسسات والإدارات
والمرافق المسؤولة عن رعاية أو حماية الأطفال بالمعايير التي وضعتها السلطات المختصة،
ولا سيما في مجالي السلامة والصحة وفى عدد موظفيها وصلاحيتهم للعمل، وكذلك من ناحية
كفاءة الإشراف).
المادة 7، الفقرة 1: (يسجل الطفل بعد ولادته فورا ويكون له الحق منذ ولادته
في اسم والحق في اكتساب جنسية، ويكون له قدر الإمكان، الحق في معرفة والديه وتلقى رعايتهما).
المادة 8، الفقرة 1: (تتعهد الدول الأطراف باحترام حق الطفل في
الحفاظ على هويته بما في ذلك جنسيته، واسمه، وصلاته العائلية، على النحو الذي يقره
القانون، وذلك دون تدخل غير شرعي)، الفقرة 2: (إذا حرم أي طفل بطريقة غير شرعية
من بعض أو كل عناصر هويته، تقدم الدول الأطراف المساعدة والحماية المناسبتين من أجل
الإسراع بإعادة إثبات هويته).
المادة 24، الفقرة 1: (تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في التمتع
بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه وبحقه في مرافق علاج الأمراض وإعادة التأهيل الصحي. وتبذل
الدول الأطراف قصارى جهدها لتضمن ألا يحرم أي طفل من حقه في الحصول على خدمات الرعاية
الصحية هذه).
كما أن
السعودية طرفاً في (عهد حقوق الطفل في الإسلام) [9] الصادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي (منظمة التعاون
الإسلامي حالياً) في 2005م.
في بيان سلمان ينفي التهم:
بعد بيان وزارة الداخلية ببضعة أيام أصدر سلمان بياناً ينفي فيه مانسب إليه
من تهم:
(بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ
يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾
اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين
أنا المواطن/ سلمان علي سلمان الفرج
والمتهم ظلماً وعدوانا من قبل وزارة الداخليه السعودية ذلك الاتهام الكاذب والمفترى.
أنفي جميع التهم التي ألفتها وزارة الداخلية جملة وتفصيلا.
نعم شاركت في التظاهر السلمي من أجل العيش الكريم ورفضاً للظلم والتمييز الواقع
عليّ وأبناء بلدتي.
أنا مواطن أبلغ من العمر 33 عامًا أُعيل أسرةً مكونة من زوجة وطفلين ليس لي
مصدر مالي محدد أستعين به على أمور معاشي وأنا أرى ثروات بلادي يستمتع بها من لا يستحق
فهي نهب.
مثلي مثل كثير غيري في هذا الوطن الحبيب أثقلني الإيجار حيث أقضي حياتي مستأجراً
متنقلا من مسكن إلى آخر والسبب لأني لا أمتلك مسكناً ثابتاً في بلد مساحته الصحراوية
شاسعة.
وإن وجِدت فإنها لا تعطى لنا نحن المواطنين!
إن هذه التهم ما هي إلا لكي تسكتنا عن مطالبنا الحقة والمنصفة.
من هنا فإني أحمل وزارة الداخلية مسؤولية كل ما يصيبني من تبعات وأضرار من هذه
التهم الملفقة لي والتي لا تستند على دليل..
كما وأناشد جميع المنظمات المحلية والدولية لحقوق الإنسان والمجتمع المدني،
بالوقوف معنا وإنصافنا ممن ظلمنا.
وأُذكّر أني وفي حال تم اعتقالي ونشر أي اعتراف غير هذا مني فإنما هو انتزاع
بالإكراه وتحت الضغط الجسدي والنفسي من وزارة الداخلية..
اشهد الله على ما قلته وهو الناصر والمستعان)[10] .
[1]تقريربعنوان: (قائمة الثلاثة والعشرين شمعة) صادر عن الجمعية
الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان. أغسطس 2013
[2]جريدة
الاقتصادية السعودية: ملاحقة 23 مطلوبا في أحداث القطيف.. والتحقق
من مصادر الأسلحة http://www.aleqt.com/2012/01/03/article_612788.html
[3]تغطيات
متنوعة للمداهمة:
مداهمات العوامية استهدفت قتل مطلوبين أمنيا
http://shmsaljazereh.blogspot.de/2013/02/blog-post_2017.html
العوامية | آثار التخريب في بيت الناشط
فاضل الصفواني (فيديو) http://www.youtube.com/watch?v=NCxja23u6BI
العوامية| منزل الناشط مرسي الربح بعد مداهمته
ومحاولة إغتياله (صور) https://www.facebook.com/media/set/?set=a.472281039500525.103446.153944561334176&type=3
القوات السعودية تستهدف أهالي القطيف العزل
وأنباء عن استشهاد مرسي الربح https://www.awamia.net/index.php/permalink/7092.html
[5]للتعرف
على تفاصيل الحادثة عبر الروابط
عاجل .. متجدد... العوامية تحت الحصار ومداهمة
قوات سلب الامن لبيت الناشط عباس المزرع https://www.awamia.net/index.php/permalink/7333.html
قوات سلب الامن تعدي على منزل عائلة المزرع
في مدينة العوامية واعتقال الناشط عباس https://www.awamia.net/index.php/permalink/7336.html
الجمعية الأوروبية السعودية لحقوق الانسان
تندد بالاعتداء الأثم على عائلة المزرع https://www.awamia.net/index.php/permalink/7355.html
مقابلة يسرالبحراني مع عائلة المزرع: مقاومة
النظام السعودي المدعوم من الغرب https://www.awamia.net/index.php/permalink/7429.html
فلم وثائقي عن العائلة في 28 دقيقة بعنوان: (شهود على الإرهاب) http://www.youtube.com/watch?v=0FFlgDzSy08
[6]تقرير الجمعية الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان: (عن اقتحام مدينة العوامية
واستشهاد الشاب أحمد المصلاب والمداهمة الجماعية لمنازل المواطنين وقائمة الثلاثة والعشرين)
http://esshright.blogspot.de/2013/09/blog-post.html
[7]تهديد جديد لوالد المطلوب سلمان الفرج ومن ثم تصويره في شرطة العوامية
https://www.awamia.net/index.php/permalink/7642.html
السعودية تمنع طفلاً من السفر أوالعلاج
في المستشفيات الحكومية http://alsharqcenter.com/news/local_news/664
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق